لازالت محاولات اختطاف النساء الداعشيات من مخيم الهول، الذي يحوي 68 ألف من اللاجئين، مستمرّة. في الأيام الأخيرة تم اعتقال العديد من الدواعش الذين يحاولون الفرار من المخيم، وكانت المواطنة التركية أليف سانجار والشيشانية فاطمة رضوان أوس ضمن هؤلاء الذين تم اعتقالهم.
التحالف التركي
الاستخبارات التركيّة شكّلت شبكّة عنكبوتيّة من خلال ربطها مؤسّسة الإغاثة الإنسانيّة IHH مع عناصر من مرتزقة الجيش الوطني السوري ومدنيّين من مناطق إدلب، التي تقع تحت سيطرة الفصائل الإرهابيّة، على شكل تحالف يهدف إلى تهريب عناصر نسويّة من تنظيم داعش الإرهابي من مخيّمات في شمال وشرق سوريا. كما أنّ الشبكة تضمّ أيضاً جمعيّة تدعى "نادي مساعدة حواء"، تمّ تأسيسها في العاصمة النمساويّة فيينا من قبل أشخاص موالين لداعش، حيث تقوم الجمعيّة بجمع أموال التبرّعات وإرسالها إلى شبكات التهريب التي تقوم بدورها بتهريب العناصر داعش وعوائلهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة "دير ستاندارت" إحدى أكبر الصحف النمساويّة.
حيث تتحمل المرتزقة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) كل النفقات والمصاريف من اجل تهريب الدواعش من المخيم.
اليف سانجار البالغة من العمر 24 سنة من كولبا في ولاية آمــد الكردستانية، اعتقلتها قوى الأمن الداخلي للمخيم في 25 تموز أثناء محاولتها الفرار مع أطفالها ووالدتها في خزان مساعدات إنسانية، تدّعي أليف سانجار أنها جاءت إلى سوريا بعد أن انضم زوجها إلى داعش في 2014، أليف سانجار التي قتل زوجها في الحرب السورية أثناء حملة إعصار الجزيرة التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية ضد مرتزقة داعش في دير الزور في آذار من عام 2019، حيث استسلمت وتم نقلها إلى مخيم الهول.
مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) تتحمل النفقات وتأمين الطريق لتهريب الدواعش
قالت أليف سانجار بأنهن كن تردن الفرار من المخيم وكيف أمنوا طريق الفرار: "تحدثت مع أخي عن طريق الهاتف وقال بأن تركيا ستقوم بتهريبنا من مخيم الهول والنفقات والطريق سوف يتم تأمينه من قبل مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH)، وأخي موجود في تركيا وغالباً ما أتواصل معه.
الهاتف محظور استعماله في المخيم وتقول سانجار بشأن ذلك: "طلبت الهاتف من احدى الاخوات وهي بدورها طلبته من أحد الرجال، لا أعرف من هو ذلك الرجل، اسم الأخت عيشة، هي ايضاً عن طريق هذه الصهاريج هربت الى تركيا منذ شهرين تقريباً، عند وجود محل فإنهم يهربون عن طريق هذه الصهاريج، ومن أجل تهريب الآخرون فإن تركيا تتولى نفقات تهريبهم.
وقالت سانجار بأنها لا تعلم شيئاً عن مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) ولكن اخوها أخبرها بأن هذه المؤسسة وتركيا تتكفلان بنفقات التهريب، قالت المرأة الداعشية:" اخي قال يلزمنا رقم القيد وصورة الوثيقة واسم الام والأولاد، في حال تجهيز قيدك سوف يتم تهريبك، لأنهم يريدون قيد يثبت تواجدنا في المخيم، ومعلومات عن عددنا وعن عدد الباقين، كانوا سيدفعون المصاريف ويقومون بتهريبنا ونحن اعطيناهم ما كانوا يريدونه".
وقالت المرأة الداعشية ايضاً بأن أغلب النساء الدواعش ذو الجنسية التركية هربوا بهذه الطريقة، ويوجد قرابة ال 30 ـ 40 عائلة داعشية الذين لازالوا باقيين في المخيم، الدولة التركية تريدهم ولذلك فهم يريدون الفرار.
مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) هربت الكثير من الداعشيات
فاطمة رضوان أوس الشيشانية اعتقلت اثناء محاولتها الفرار الى تركيا عبر صهريج الماء التابعة لمنظمة حقوق الانسان.
تحدثت المرأة الداعشية أوس عن محاولة الفرار وقالت: "قالت لي اخت في المخيم ان هناك طريقة آمنة للفرار والعيش في تركيا دون ان أسجن، فأنا اعلم بأن الكثيرات من الاخوات فروا عن طريق مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) ويعيشون الآن في تركيا، كان طريقاً جيداً للوصول الى تركيا بأمان، فالمؤسسة تقوم بتوصيل نساء الدواعش الى جرابلس في البداية ومن هناك الى تركيا ومن ثم الى الدول التي تردنها، هذا ما كانت تقوله الأخت، فقبل هذه المرة أيضاً هرّبت هذه المؤسسة النساء من المخيم، فمنهن من بقين في تركيا ومنهن من ذهبن الى دولهن".
الداعشية الشيشانية قالت بأنها تحدثت مع المهرِّبة أم محمد باللغة التركية، وكانت تعيش في ادلب السورية، وهي امرأة داعشية هربت قبل مدة من المخيم وهي الآن تعيش في ادلب، وبناءً على اقتراحهم تحدثتْ معي على الهاتف.
الطريق الاخر للتهريب هو التعاون بين داعش والجيش السوري الحر والاستخبارات التركية
الداعشية الشيشانية قالت بأنها تود الخروج بالطريقة النظامية، وهي بدورها ردت بقول تمام، وقالت بأن مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) كانت تهرب النساء من هنا والآن توجد طريقة أسهل أضمن هذا ما قالته أم محمد.
وتابعت المرأة الداعشية الشيشانية بالقول:" سأذهب الى جرابلس ومن ثم الى إدارة الجيش السوري الحر وأسجل قيدي هناك، حيث من هناك سأذهب بكل أريحية الى تركيا"، حيث ان تركيا تعلم بعمل مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) والذين يذهبون عن طريق المؤسسة يتم توصيلهم الى جرابلس اولاً، يبقون هناك لفترة في المخيم ومن ثم يُرحَّلون الى تركيا.
عائلة المرأة الداعشية ينتظرونها في تركيا
صرحت فاطمة رضوان أوس بأنهم طلبوا 15 ألف دولار لقاء تهريبها، وعائلتها بدورهم دفعوا هذا المبلغ والاستخبارات التركي تعلم هذا، وقالت:" أم محمد كانت لها علاقات وثيقة مع الاستخبارات التركية وكانت تقول ان الاستخبارات تعلم بكل شيء وان جميع الخطط جاهزة"، وقالت المرأة الداعشية بأن والدها ووالدتها جاؤوا من اجلها الى تركيا وهم بانتظارها حتى يتم تهريبها وتوصيلها إليهم.
علاقات داعش ومؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH)
الداعشي نوزت جنلي الذي قبضت عليه قوات سوريا الديمقراطية قبل الآن قال عندما ذهبنا الى سوريا عن طريق سيارات مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) وبلباسهم تعرفوا على الهامي بالي، المسؤول الرئيسي عن تفجيرات برسوس وانقرة، جنلي كان قد قال بأن بعد ظهور داعش جاء الى تركيا وقال باسم جنلي بأنه انضم الى صفوف داعش عن طريق الهامي بالي وحين مروره الى سوريا عبر الحدود كان الجنود الأتراك يساعدونهم.
مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) قامت بجمع المساعدات وارسلتها الى داعش عن طريق تركيا.